لماذا لا ينجح استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الاتصال والعلاقـات العامة أحيانًا؟
لماذا لا ينجح استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الاتصال والعلاقـــــــــــات العامة أحيانًا؟
أصبحنا اليوم نسمع الكثير عن الذكاء الاصطناعي واستخداماته وتطبيقاته في مختلف المجالات. ومنها مجال العلاقات العامة والاتصال. وتم طرح العديد من المقالات والأخبار في هذا الموضوع.
لكن السؤال الأهم هو: هل يمكن فعلًا للذكاء الاصطناعي أن يطور من عمل العلاقات العامة في المؤسسات؟كيف؟ ولماذا لا ينجح استخدامه في بعض الأحيان؟
في هذا المقال سأحاول أن أطرح بعض استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الاتصال والعلاقات العامة وكيف يفترض أن يتم استخدامها لتكون فاعلة، ولماذا قد يفشل استخدامها أو تطبيقها أحيانًا؟
تطبيقات المحادثة ChatGPT لإنتاج تقارير وأخبار Writing Reports and News
تطبيقات المحادثة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي هي منجم للمعلومات والتقارير المفيدة. حيث يمكن أن تقدم محتويات يمكن أن تساعد مسؤول العلاقات العامة (بعد تنقيحها وإعادة صياغتها) على تقديم تقارير ومحتويات إخبارية عن الجهة وفعالياتها وأنشطتها يمكن أن يرسلها لوسائل الإعلام.
لماذا لا ينجح استخدامها أحيانًا؟
حين يعتمد الموظف المسؤول على إنتاج المحتوى من خلال تطبيقات المحادثة بشكل كامل ولا يقوم ببذل الجهد الكافي لقراءة المحتويات ومراجعتها وتعديلها وصياغتها بالطريقة المناسبة فإن ذلك سيؤدي لنتائج عكسية. حيث إن ظهور النصوص المكتوبة من قبل الذكاء الاصطناعي وبها بعض الأخطاء يمكن أن يعطي تصورًا سلبيًا عن الشركة، لذا يجب الانتباه لذلك.
تطبيقات رصد المحتوى الإعلامي Media Monitoring
يعتبر الرصد الإعلامي مهمًا اليوم للمؤسسات لمعرفة نقاط القوة والضعف وقياس التموضع الإعلامي للمؤسسة. وتتوفر اليوم العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتخصص في رصد المحتوى الإعلامي على المواقع الإخبارية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي (ومنها تطبيق Determ أو Quantexa و MeltwaterوSocialSeracher وBrand24). هذه التطبيقات وغيرها تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم رصد وتحليل عام لظهور المؤسسة إعلاميًا ومعدلاته ومؤشراته. ويمكن أن تصدر تقارير مفيدة ومهمة للعلاقات العامة أو أقسام التواصل في أي مؤسسة.
لماذا لا ينجح استخدامها أحيانًا؟
تقارير الرصد الإعلامي لا تكفي ولا تفيد المؤسسات في مجال الاتصال أو الظهور الإخباري ما لم يكن هناك تفسير جيد لها واستدلال مفيد منها. فحين يتم تقديم التقارير المليئة بالإحصاءات والأرقام والرسوم البيانية التي أنتجها الذكاء الاصطناعي لذا فإن التقارير لن تفيد ولن تغير الكثير لأنها بلا معنى. التقارير تحتاج دائمًا لمناقشة ومحاولة تفسير معنى كل رقم في سياق وضع المؤسسة وظروفها لتكون مفيدة فعلًا.
استخدام تطبيقات المحادثة Chatbots على الموقع الإلكتروني
تستخدم معظم المواقع الحديثة للمؤسسات اليوم تطبيقات المحادثة chatbots للإجابة على الأسئلة التي يتم طرحها بشكل متكرر من قبل المستخدمين وتقديم توصيات منتجات مخصصة، هذه الـتطبيقات يمكن أن تحسن رضا العملاء وتختصر من تساؤلاتهم.
لماذا لا ينجح استخدامها أحيانًا؟
يتم برمجة تطبيقات المحادثة على تقديم الإجابات بطريقة معينة أو ضمن إطار أو سياسة معينة وبأسلوب معين. لذا يجب أن يتم صياغة الإجابات ونظامها بطريقة مبدعة وفعالة ليتم تقدم معلومات مفيدة للعميل. فحين يتم استخدامها بشكل جامد وآلي يمكن أن يؤدي ذلك لنتائج سلبية حيث يشعرالعملاء بأن الشركة تتجنب الرد على العملاء وتقدم لهم روبوت آلي لا يتفهم متطلباتهم.
إنشاء المحتوى لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي
يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة وتصميم محتوى مناسب للمؤسسة سواء أكان محتوى نصي أو صور أو فيديو ( ومن الأمثلة على هذه الأدوات: Appypie أو Hootsuite أو أو Publer أو Fliker أو Predis.ai). في حال تم استخدامها بطريقة سليمة يمكن لهذه التطبيقات أن تحسن علاقات المؤسسة بالجمهور بشكل جيد.
لماذا لا ينجح استخدامها أحيانًا؟
من الصعب أن تعتمد على الذكاء الاصطناعي أو تتركه ليصنع المحتوى بشكل كامل دون أن تراجع وتدقق المحتوى قبل النشر. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يمر بحالات هلوسة ويقدم معلومات خاطئة أحيانًا أو يقوم بمخالفة حقوق ملكية الصور أو غير ذلك. لذلك فإن إغفال عملية المراجعة والتدقيق يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة.
جدولة ونشر المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي
هناك أدوات ذكاء اصطناعي يمكن استخدامها لعمل جدولة وإدارة نشر للمحتوى في حسابات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني أو إرسال النشرات الدورية للعملاء (مثل FeedHive أو Vista Social أو Buffer وغيرها). هذه الجدولة تتيح للمؤسسة أن تنشر بمعدلات ثابتة وغير متذبذبة مع اختيار أفضل الأوقات المناسبة للنشر).
لماذا لا ينجح استخدامها أحيانًا؟
أحيانًا يكون الاعتماد التام على الجدولة وتركها لتعمل بشكل تلقائي أمرًا سلبيًا. حيث يمكن للتطبيقات أن تستمر بالنشر رغم وجود أحداث مناقضة للسياق أو تغفل عن حدث معين يتعلق بالمؤسسة أو تنشر بنمط لا يتوافق مع المناخ العام (تنشر محتويات طريفة في ظرف مؤسف). لذا من المهم أن يتم متابعة وتدقيق الجدولة ما بين وقت وآخر والتأكد من أنها تعمل بشكل مناسب.
وهكذا نستطيع أن نرى أن هناك العديد من التطبيقات التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية في مجال الاتصال أو الظهور الإعلامي والعلاقات العامة للمؤسسات. لكن هذا الاستخدام قد يؤدي لمخاطر إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح. فاستخدام هذه التطبيقات يحتاج لمتابعة واهتمام وصياغة من مسؤول الاتصال أو العلاقات العامة حتى يمكن الاستفادة منها بشكل صحيح وفاعل. ويجب على كل مسؤول وموظف الانتباه لها وأن لا يركن إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل كامل فتتحول هذه الأدوات إلى عامل سلبي بدلًا من إيجابي.
خلاصة الأمر هو أن استخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج لذكاء بشري ليتم تفعيله والاستفادة منه في مجال الاتصال والعلاقات العامة وإلا فقد يتحول لثغرة اتصالية.